
🌟 الرضا بين قرار التأسيس وحكمة الاكتساب: مفتاح المرونة النفسية 🔑
بعد يوم من الإغلاق المخصص لقاعة الـ DFMC، استأنفت أكاديمية الدكتور عبدالقادر العداقي الدولية (AIA) نشاطها بحوار مُلهم جمع نخبة من المدربين والمختصين حول مفاهيم جوهرية في التنمية الذاتية، بدءًا من استثمار الوقت وصولًا إلى فكرة القبول، المرونة، والرضا.
💡 استثمار الوقت وكنز الاستغفار
افتتح المدرب سامي العمادي من مملكة البحرين، الحوار بموعظة عميقة حول قيمة الوقت، مشيرًا إلى أن اليوم يضم ١٤٤٠ دقيقة، وذكّر بأن أسهل وأثمن عمل يمكن القيام به هو الاستغفار، والذي لا يستغرق سوى ثوانٍ معدودة. استشهد بالآية الكريمة: “وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون”، داعيًا إلى اغتنام الوقت بهذه العبادة اليسيرة.
🧘♀️ القبول والمرونة: شجاعة الاعتراف بالواقع
قدمت الدكتورة جواهر هبهم من المغرب، إسهامًا نوعيًا حول دور التقبل في مواجهة تحديات الحياة التي لا مفر منها. أكدت أن التقبل ليس استسلامًا، بل هو اعتراف واعٍ وصادق بالواقع كما هو، ويُمثل الفارق الأساسي بين الشخص الذي يزدهر رغم الصعاب والذي يغرق في سلبية المشاعر. وشددت على أن رفض الواقع طاقة مدمرة تُبقي الفرد عالقًا في دائرة الحزن والغضب. كما أوضحت أن النضج النفسي يبدأ بإدراك أننا لسنا سببًا في جميع مشاكل الحياة وأقدارها، وأن التحرر يكمن في التركيز على دائرة تأثيرنا الصغيرة (ردود أفعالنا واختياراتنا) وترك ما هو خارج سيطرتنا.
قدمت الدكتورة جواهر لاحقًا تقنيات عملية لتعزيز مهارة القبول والمرونة مستمدة من ممارسات اليقظة الذهنية (Mindfulness) والعلاج السلوكي الجدلي (DBT)، والتي شملت:
* تمرين الملاحظة والتسمية: لفصل الذات عن المشاعر المؤلمة وعدم مقاومتها.
* تمرين دائرة التأثير والسيطرة: لتوجيه الطاقة نحو ما يمكن تغييره.
* تقنية الاستجابة بدلاً من رد الفعل: لخلق مساحة بين الحدث ورد الفعل.
* عبارة التوكيد اليومية: لإعادة برمجة العقل الباطن على مفهوم القبول.
✨ الرضا: المرتبة الأسمى من القبول
تفاعلت مدرب دولي الدكتورة أسماء الدواي من المغرب، مع الطرح بإضافة الرضا، موضحة أن القبول هو التسليم بالواقع كأمر واقع، بينما الرضا أعمق ويتضمن السرور والراحة النفسية القائمة على إدراك أن قدر الله فيه حكمة.
أكدت صفاء سهيل فرزان، أخصائي إرشاد أسري تربوي زواجي من لبنان، على التكامل بين المفهومين، حيث وصفت القبول والمرونة بـ”سلام النفس وضياء الطريق”، وبينت أن القبول شجاعة داخلية تحرر من جلد الذات ومطاردة الكمال الزائف، ومن رحمه تولد المرونة كقدرة على الانحناء للعاصفة دون انكسار. وذكرت أن هذا المزيج يحقق التصالح مع الذات ويزيد من الاتزان النفسي والرضا العميق.
💼 قيمة الذات في العمل والحياة
ساهمت نجاة بنعلي من المغرب بفكرة حول الاستمرار رغم التعب، مشيرة إلى أن التعب قد لا يكون من كثرة المهام، بل من قلة التقدير. وذكرت بقول: “وظيفتك ليست قيمتك… أنت أكبر من المسمى، وأعمق من الراتب”، داعية إلى تحويل الضغط إلى طاقة، والشك إلى إصرار، والاحتفاظ بالروح المشتعلة بثقة.
كما شاركت الكوتش والمدربة. قصباوي خديجة بتأكيد على أن صورة الذات في المرآة هي الأصل، وأن رؤية النفس عظيمة تنعكس على كل حركة، بغض النظر عن تصفيق العالم. وشددت على أهمية وضع خطة واضحة للحياة.
وفي إطار متصل، تحدث الكوتش البطيمي فدوى من المغرب عن معاداة النجاح، داعية إلى معاشرة الناجحين والتعلم منهم بدلاً من كره نجاحهم الذي قد يكشف ضعف الآخرين وعدم قدرتهم على تحقيق إنجازات مماثلة.
💡 الرضا: هل هو قرار أم اكتساب؟
طرحت الماستر اللايف كوتش. فاطمة القماح تساؤلًا جوهريًا: “هل الرضا يُكتسب مع التجارب، أم هو قرار نتخذه منذ البداية؟”
ردت الدكتورة جواهر هبهم بتحليل مفصل، موضحة أن الرضا هو مزيج لا ينفصل يجمع بين:
* قرار تأسيسي (واعي): وهو تخلٍّ واعٍ عن شرطنة السعادة وربط القيمة الذاتية بالنتائج، ويبدأ بالإدراك الإيماني العميق بأن الكون مُدار بحكمة. هذا القرار هو النور الذي نضيئه قبل دخول النفق.
* اكتساب ناضج (من التجارب): يتم عبر فشل الأوهام البشرية (كالكمال والسيطرة)، حيث تُجبرنا التجارب الصعبة على البحث عن مصدر قيمة أعمق (المصدر الداخلي غير المشروط). هذا الاكتساب هو البرهان الذي يؤكد أن النور كافٍ لعبور النفق.
وخلصت إلى أن الرضا الحقيقي يولد في اللحظة التي يتماهى فيها القرار الواعي مع حكمة التجربة المكتسبة.

لا تعليق