
المال في عش الزوجية: من بؤرة خلاف إلى جسر تفاهم
نستهل بالتوجه بجزيل الشكر وعميق الامتنان لجميع المشاركين الكرام في قاعة DFMC بأكاديمية الدكتور عبدالقادر العداقي الدولية AIA على إثرائهم لحوار الأسبوع الثامن حول “الجانب المالي في الزواج”. لقد كانت مداخلاتكم بمثابة خريطة طريق لفهم عميق ومدروس لكيفية تحويل المال من مصدر للتوتر إلى أداة لتعزيز الشراكة والاستقرار.
دور الكوتش المحوري: هندسة الوعي المالي المشترك
كان الهدف الأسمى للحوار هو “تحسين الحوار المالي بين الزوجين”، والإجابة عن سؤال النقاش الجوهري: “كيف يمكن للكوتش أن يساعد الأزواج على التعامل الصحي مع الأمور المالية؟” وقد أجمعت الرؤى على أن دور الكوتش يتجاوز كونه مستشارا ماليا ليصبح مُيَسِّرا للحوار، ومكتشفا للقناعات، ومهندسا لنظام مالي مرن ومتوازن.
تحليل ومشاركات الأعضاء الكرام
* المدربة غزلان ديواني المغرب: أكدت أن الزواج شراكة عملية تتطلب وعيا كبيرا بالجانب المالي، وأن الحوار الصريح يَبني جسورا من التفاهم والثقة. ورأت أن الكوتش يُعلّم الأزواج استراتيجيات للتفاوض المالي بحيث يخرج الطرفان رابحين.
* الدكتورة جواهر هبهم .. المغرب: قدمت تحليلا عمليا عميقا، موضحةً أن الخلاف المالي ليس على الإنفاق بل على “لغة الحب المالي” واختلاف القيم والخلفيات. وركزت على ثلاثة محاور لعمل الكوتش:
* اكتشاف البصمة المالية: عبر تقنية “الخريطة المالية للطفولة” لفهم الدوافع اللاواعية.
* هندسة الحوار المالي الآمن: بإنشاء “جلسة الميزانية المقدسة” بعيدًا عن اللوم.
* بناء نظام التوازن المالي الهجين: الذي يجمع بين ميزانية الأهداف المشتركة، وميزانية الاستقلالية الشخصية، وصندوق الدعم والمفاجآت.
* المدربة المعتمده دوليا واللايف كوتش.سارة العرب.. لبنان: شددت على أن الكوتش يفتح مساحة آمنة للحوار ويساعد في اكتشاف أنماط الإنفاق، ووضع أهداف مالية مشتركة، ويدربهم على إدارة الخلافات المالية بطريقة ناضجة.
* اللايف كوتش ا/ ماريا تيجه مبارك المرابطي. استشارية اسرية المغرب: أوضحت أن التدخل يبدأ بتعزيز الوعي المالي الفردي والزوجي لفهم الخلفيات النفسية والبيئية، وتحسين مهارات التواصل لكسر التابوهات، وصولا لوضع خطة مالية مرنة، والعمل على تقوية البعد النفسي والوجداني لضمان الاستقرار.
* دكتورة الهام..من المغرب مدرب معتمد دوليا: أكدت على أهمية التوافق المالي الذي يبدأ قبل الزواج بالحوار الصادق، وسردت تحديات عملية مثل الخجل من الحديث عن المال والخيانة المالية. وقدمت حلولا عملية تركز على تنمية الثقافة المالية وتوزيع المسؤوليات بمرونة.
* الماستر اللايف كوتش . فاطمة القماح…..: رأت أن المال لغة من لغات العلاقة، والكوتش يعلم الإصغاء والتفاهم، ويساعد الزوجين على الانتقال من لغة اللوم إلى لغة التعاون، داعيةً إلى جعل الحوار المالي عادة أسبوعية.
* الكوتش والمدربة. قصباوي خديجة: أشارت إلى أن المال تجسيد للقيم والأولويات والأمان، ودور الكوتش هو كسر حاجز الصمت وتحديد أهداف مشتركة، وتنظيم الميزانية وتقسيم المسؤوليات، مؤكدة على أن المال أداة وليس هدفًا.
تطبيق عملي: خطوة نحو التوازن
كان النشاط العملي المرن المقترح: “اجلس مع شريكك وحددوا مصروفًا مشتركًا لهذا الأسبوع”، بمثابة تمرين عملي لترجمة النوايا إلى أفعال. إنه ليس مجرد تحديد رقم، بل هو تأسيس ثقافة تفاهم مالي تُبعد شبح السيطرة وتُعلي من قيمة الشراكة.
الاقتباس الملهم: جوهر الرسالة
يتلخص جوهر النقاش في الاقتباس البليغ: “(المال وسيلة للعيش لا سببًا للخلاف)”. مهمة الكوتش هي أن يوجه الزوجين ليصبح المال خادمًا للعلاقة، لا سيدًا عليها، ليعيشا باستقرار وسعادة.
شكرا لكم جميعا على هذا الحوار العميق والمُلهم، ونتمنى لكم كل التوفيق.

لا تعليق