المودة والرحمة: هندسة إلهية لحبٍ يقاوم ضغوط الحياة

في خضمّ الحياة المعاصرة وتراكم المسؤوليات، قد يبهت بريق العلاقات الزوجية. لكن القرآن الكريم يقدّم لنا أساساً متيناً يتجاوز المشاعر العابرة، مُلخصاً جوهر العلاقة في قوله تعالى: “وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً”. إن المودة والرحمة ليستا مجرد عاطفة، بل هما هندسة إلهية (د. جواهر هبهم) ونظام بيولوجي مشترك يتطلب وعياً وممارسة يومية للحفاظ على دفء العلاقة رغم ضجيج الأيام.لقد دار حوار ثري في قاعة أكاديمية الدكتور عبدالقادر العداقي الدولية للتدريب والكوتشينغ (AIA)  قسم DFMC كيفية تعزيز هذه الروابط المقدسة، وإليكم خلاصته:

المودة والرحمة: الجوهر والتطبيق

المودة هي حرارة الحب التي تُنعش القلوب (غزلان ديواني المغرب)، وهي الحب الفاعل، المشروط بالإرادة والجهد الواعي (د. جواهر هبهم)، وتُترجَم إلى أفعال صغيرة صادقة (غزلان ديواني المغرب) تنبع من القلب وتصل إليه.
الرحمة هي السند الذي يلين المواقف ويُطفئ الخلافات (غزلان ديواني المغرب)، وهي الحب غير المشروط، حب التجاوز عن القصور (د. جواهر هبهم). هي القوة التي تعرف متى تصمت لتُشفي، ومتى تَلين لتحتوي (ضياء بو علي).
هذان الشرطان هما أساس تحقيق الزواج الناجح (د. صباح المنصوري)، حيث أن المودة لغة يفهمها الزوجان الصالحان في الوفاء، والرحمة تصون العشرة.

النشاط العملي: قوة التفاصيل الصغيرة

لتقوية روابط الحب، لا تحتاج العلاقة إلى مظاهر فخمة، بل إلى لحظات وعي صغيرة (ضياء بو علي). وقد اقترح النشاط الأسبوعي للأكاديمية: قم بفعل صغير مفاجئ لإسعاد شريكك (كلمة — هدية رمزية — مساعدة) (عضو إدارة AIA – الأسبوع التاسع)، وهو تطبيق لمفهوم الاستثمار العاطفي المتناهي الصغر (د. جواهر هبهم).
* الكلمة الطيبة واللمسة الحانية: “وجودك يجعل حياتي أجمل” (غزلان ديواني المغرب)، “أنا معك” (ضياء بو علي)، “أنا أراك، وأقدّرك” (فاطمة القماح). كلمة طيبة، نظرة تقدير، لمسة حنان، كلها تصنع فرقاً (سارة العرب).
* المفاجآت الرمزية: إعداد فنجان قهوته المفضلة أو تقديم هدية رمزية تحمل ذكرى مشتركة (غزلان ديواني المغرب). فالمودة ليست في الهدايا الكبيرة، بل في التفاصيل الصغيرة (فاطمة القماح).
* الاهتمام وقت الانشغال: مجرد كلمة بسيطة مثل: “أنت بخير؟” عبر اتصال هاتفي وقت العمل تصنع حدثاً راقياً (آسية زهري).
هذه الأفعال البسيطة تطلق هرمونات السعادة والارتباط (الأوكسيتوسين والدوبامين) لدى الطرفين، ما يخلق حلقة تغذية راجعة إيجابية تعزز الارتباط (د. جواهر هبهم).
تعزيز المودة رغم ضغوط الحياة (سؤال النقاش)
“كيف يمكن تعزيز المودة اليومية رغم ضغوط الحياة؟” (عضو إدارة AIA) – الإجابة تكمن في تحويل المودة والرحمة إلى عادة يومية لا مناسبة عابرة (غزلان ديواني المغرب)، وقرار يُمارس رغم التعب (ماريا تيجه مبارك المرابطي). يتطلب هذا وعياً وتعمّداً في التصرفات (سارة العرب):
* الحضور الكامل والتواصل الفعّال:
* الإنصات الحقيقي دون مقاطعة يمنح الآخر شعوراً بالأهمية والانتماء (سارة العرب).
* الوجود الكامل: تخصيص خمس دقائق اتصال مركز بعيداً عن الأجهزة عند العودة من العمل، ليس لحل المشكلات، بل للمشاركة العاطفية (د. جواهر هبهم).
* الامتنان والتقدير:
* التعبير عن الامتنان حتى على أبسط الأمور يعمق المودة (سارة العرب)، ويُعزز الإحساس بالتقدير ويدعم الروابط العاطفية (رشا فوزي المغلاوي).
* المسؤولية التشاركية والتسامح:
* التشارك في أعباء الحياة يخفف الضغط ويعزز الشعور بالرفقة (سارة العرب)، وهو التعبير الأعمق للرحمة في عصر الضغوط (د. جواهر هبهم).
* التسامح والتغافل عن الزلات اليومية أمر ضروري لأن ضغوط الحياة قد تولد توتراً (سارة العرب).
* قاعدة 5:1: الحفاظ على نسبة 5 تفاعلات إيجابية (لطف، لمسة، تقدير) مقابل كل 1 تفاعل سلبي (انتقاد، تذمر) (د. جواهر هبهم).
* طقوس الترابط اليومية:
* خلق لحظات مشتركة، ولو 5 دقائق على فنجان قهوة (ماريا تيجه مبارك المرابطي).
* تناول وجبة معاً أو نزهة بسيطة (سارة العرب)، أو ممارسة طقس ديني مشترك (رشا فوزي المغلاوي).
في النهاية، المودة اختيار يومي، والرحمة أسلوب حياة (نجاة بنعلي). العلاقة الزوجية هي مشروع حياة يحتاج إلى تعاون وتفاهم وتقبّل للآخر واحتواء (آسية زهري)، ويجب أن تكون مساحة أمان، لا ساحة صراع (ضياء بو علي).

نعم.لشعار.العداقي.المتميز.cc
إنهض.بذاتك.انت.لم.تولد.لتكون.لاشيء.cc
دمتم.جميعا.بخير.cc
✍بقلم/✍️[د. مـُـنـَوَّر اَلـصَّـنـُـومِـيّ]– اليمن
حرر بتاريخ ٢٣ ربيع ثاني ١٤٤٧ هجرية الموافق ١٥ أكتوبر ٢٠٢٥م

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *