الأمل والتوكل: طاقة النور التي تُضيء العتمة
مقال من وحي نقاشات أكاديمية الدكتور العداقي الدولية (AIA)
في صباح يوم الجمعة المبارك، السادس والعشرين من سبتمبر لعام 2025م، أضاءت قاعة النقاش في أكاديمية الدكتور عبدالقادر العداقي الدولية (AIA) بفيض من الأفكار والمشاعر التي تدور حول استدعاء الأمل كطاقة روحية، وتوضيح العلاقة الجوهرية بينه وبين التوكل. انطلق النقاش من سؤال فلسفي عميق: ما الفرق بين الأمل والتوكل؟ وهل الأمل وحده يكفي؟ ليتجسد الرد بتجارب شخصية ملهمة تؤكد أن المستحيل ليس سوى كلمة في قاموس اليائسين.
تجارب شخصية: تحويل المستحيل إلى ممكن
شاركت غزلان ديواني المغرب (٧:٣٠ ص) بتجربتها حول التغلب على الخجل من التحدث أمام الجمهور، مؤكدة أن ما ظنته مستحيلاً تحقق بفضل “الأمل والعمل معاً”، لتبدأ بوضع الإطار الفارق بين الأمل كـ”ثقة بأن الغد أفضل” والتوكل كـ”إقران هذا الأمل بالعمل والاعتماد على الله”.
كما قدم الكوتش محمد فيصل فتيتي من الجزائر (٨:٣٨ ص) دليلاً حياً على أن “التعلم في الكبر كالنقش على البحر” مقولة غير صحيحة، فبالإرادة والعزم استطاع أن يكمل دراسته ويحصل على ثلاث شهادات جامعية، ليؤكد أن “الأمل هو الوقود الذي يحركك” والتوكل هو “افعل كل ما بوسعك، ثم ثق بأن الله سيتولى الأمر”.
وتحدثت الماستر كوتش زهراء سلوخ دولة لبنان (٨:٤٠ ص) عن درس حياتي قاس، حيث أدركت أن الحياة تستمر رغم غياب من كانت تظن أن وجودهم ضروري، متعلمة أن القوة الحقيقية في الله ثم في الذات، وأن “التعلق يكون بالله وحده”، لترى أن الأمل وحده “قد يتحول إلى مجرد أحلام مؤجلة” إذا لم يقترن بالعمل والتوكل.
كما روت د. إبتسام بويا كوتش ومعالجة شمولية ومدربة. المغرب (٩:٠٢ ص) قصة عميقة عن الحمل بعد اليأس، مؤكدة أن ما كان يبدو “صعباً أو مستحيلاً في أعين الأطباء صار حقيقة”، بفضل اليقين والتوكل على الخالق، مشددة على أن “الأمل ليس مجرد فكرة بل هو سر من أسرار الحياة”.
كما شاركت ملهمة الأكاديمية د.جواهرهبهم ملف bdfكتفصيل للموضوع.
وشاركت نجاة بنعلي المغرب (١:٣٥ م) تجربتها مع الصبر على غياب الزوج للعمل، وكيف أن الأمل في اللقاء جعل لحظة العودة “أكثر قيمة” ومنحتها القوة النفسية، حيث رأت أن الأمل “يصنع لحظات الفرح” والتوكل “يمنح القلب القدرة على التحمل حتى يحين وقت الفرج”.
واستعرضت الماستر اللايف كوتش د.صباح، المنصوري تونس (١:٥١ م) معجزة ولادة ابنها كشيء ظنته مستحيلاً وحدث بالتوكل على الله، لتضع التوكل في قمته كـ”الاعتماد كليا قلباً وعملاً على الله سبحانه وتعالى مع الأخذ بالأسباب وترك النتائج له”.
وسردت الكوتش والمدربة. قصباوي خديجة (٨:١٣ م) كيف تحول المستحيل إلى واقع حقيقي في رحلتها لدخول عالم تطوير الذات، مشيرة إلى أن “الشغف هو أفضل مدرب”، وأن الأمل هو البوصلة التي تنير الطريق في “الظلام الذي قد يكون تحديات، صعوبات وشكوك”.
كما شارك الدكتور إبراهيم لوكنا .. المملكة المغربية (٩:٣٧ م) تجربته في الجمع بين الدراسات العليا والبحث الأكاديمي مع الالتزامات التعليمية المكثفة، والتي كانت تبدو “معادلة مستحيلة”، ليؤكد أن الأمل “هو الطاقة الروحية الدافعة” التي حولها إلى “خطط زمنية واضحة”، مشدداً على أن “الأمل وحده لا يكفي” بل يجب أن يقترن بالعمل الجاد والتخطيط الاستراتيجي.
وأخيرا، تحدثت هيفاء أبو حسّان مرشدة اجتماعية تربوية ومدربة منهج منتسوري لبنان (٩:٣٢ م) عن تخطيها الخوف من التقصير مع عائلتها لتتخذ قرار دراسة دبلوم منهج منتسوري، وهي الآن على مسافة خطوة من تحقيق حلمها في افتتاح معهد وروضة، لتلخص العلاقة بأن “الأمل ينظر الى الغد والتوكل يمنحنا قوة للعمل اليوم”.
الأمل والتوكل: الفرق والتكامل
أجمع المشاركون على أن الأمل والتوكل هما ركنان متلازمان، وليسا شيئاً واحداً:
* الأمل (الطاقة الروحية): هو شعور داخلي إيجابي (د. زهراء سلوخ)، رؤية النور رغم كل العتمة (الاقتباس)، طاقة معنوية تبعث العزم (د. زهراء سلوخ)، وهو بمثابة الوقود الذي يحركك (الكوتش محمد فيصل)، أو البوصلة التي توجهك (الكوتش محمد فيصل).
* التوكل (الفعل واليقين): هو مرتبة أعلى (د. زهراء سلوخ)، وهو الجمع بين الأمل والثقة بالله، مع الأخذ بالأسباب والعمل الجاد (د. زهراء سلوخ). وهو فعل عملي بعد الأخذ بالأسباب مع الاعتماد الكلي على الله تعالى في تحقيق النتيجة (الكوتش محمد فيصل). التوكل هو الأمان النفسي خلال الرحلة وبعدها (الكوتش قصباوي خديجة).
هل الأمل وحده يكفي؟
كان الإجماع على أن الأمل وحده لا يكفي، لأنه “مجرد شعور إذا لم نتحرك” (غزلان ديواني)، أو قد “يتحول إلى مجرد أحلام مؤجلة” (د. زهراء سلوخ). النجاح يتطلب اقترانه بـالعمل الجاد، بذل الجهد، والثقة بالله؛ أي أن الأمل هو البذرة، والتوكل هو ماؤها وغذاؤها (د. زهراء سلوخ).
دكتورة الهام.. من المغرب (١١:٥٢ ص) دعمت هذا الرأي باستدعاء نموذج سنايدر للأمل في علم النفس الإيجابي، الذي يعرف الأمل بأنه “حالة تحفيزية إيجابية” تتضمن تحديد الأهداف، تطوير المسارات، وبذل الجهد، ليؤكد العلم والدين ضرورة الأمل مع العمل، أي الأمل والتوكل.
إثراءات جانبية
تخلل النقاش مداخلات قيمة أخرى، حيث أثار أحد الأعضاء (٢:٣٥ م) سؤالين حول دور الكوتشينج في إحداث تحول في الأداء المهني للمستشارين، وهل يمكن لتطوير الذات أن يصبح جزءًا من ثقافة المؤسسات، مما وسّع أفق النقاش إلى تطبيقات تطوير الذات في المجال المهني.
كما شارك الدكتور إبراهيم لوكنا .. المملكة المغربية (٩:٢٨ م) تجربة أخرى حول التعاون المثمر في مؤسسته التعليمية، ليرد على سؤاله: “أيهما أقوى إنجاز الفرد أم إنجاز الفريق؟”، ليؤكد أن إنجاز الفريق “أقوى وأعمق تأثيراً”، مستشهداً بالاقتباس: “إذا أردت أن تذهب بسرعة فاذهب وحدك وإذا أردت أن تذهب بعيداً فاذهب معاً”. ودعم رابح بونعاس (٩:٢٨ م) هذا الرأي بعبارة: “التعاون قوة والتفرقة ضعف”.
وفي الختام، تجسد الاقتباس الذي افتُتح به النقاش: “الأمل هو أن ترى النور رغم كل العتمة”، في كل شهادة وتجربة، مؤكداً أن هذا النور لا يُرى بالعين فقط، بل يُسار إليه بـخطوات عملية وقلوب متوكلة على الله.
نعم.لشعار.العداقي.المتميز.cc
إنهض.بذاتك.انت.لم.تولد.لتكون.لاشيء.cc
دمتم.جميعا.بخير.cc
✍بقلم/د.منورعبدالرقيب الصنومي — اليمن
حرر بتاريخ ٥ ربيع ثاني ١٤٤٧ هجرية الموافق ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٥م
لا تعليق