الزواج للمستقرين: شراكة للنمو لا حل للمشكلات
يُعد الزواج علاقة عميقة ومعقدة، ويتم التعامل معها غالبا كوسيلة لتحقيق الاستقرار أو الهروب من الوحدة. ولكن في إطار حوار ثري ومُلهم دار في قاعة قسم DFMC بأكاديمية الدكتور عبدالقادر العداقي الدولية AIA، تم طرح رؤية أعمق وأكثر نضجا للزواج، وهي أن الزواج ليس وسيلة لحل المشكلات الفردية، بل هو شراكة بين شخصين ناضجين ومستقرين عاطفيا.
بدأت المناقشة بكلمة ألمنسق (١٦ سبتمبر ٢٠٢٥م، ٧:٠٣ ص)، الذي طرح موضوع “التخطيط الأسري المشترك” كهدف للأسبوع الخامس، مشيرا إلى أن الأسرة التي تخطط معا تبقى متماسكة دائما.
الإطار النظري: التخطيط كأداة للتماسك
قدمت الدكتورة جواهر هبهم (١٦ سبتمبر ٢٠٢٥م، ٨:٣٦ ص) مقالا شاملا حول التخطيط الأسري المشترك، موضحةً أنه عملية استراتيجية تستند إلى مبادئ من علم النفس الاجتماعي وإدارة المشاريع. وقد قسمت العملية إلى ثلاث مراحل رئيسية:
* المرحلة الأولى: التقييم والتحليل: تعتمد على تقييم الفرد لرؤيته الشخصية وتطبيق تحليل SWOT على العلاقة.
* المرحلة الثانية: صياغة الرؤية المشتركة: يتم فيها دمج الرؤى الفردية في رؤية موحدة من خلال حوار منظم باستخدام تقنيات مثل “التواصل اللاعنفي“.
* المرحلة الثالثة: وضع الأهداف وتطبيق الخطة: يتم فيها تحويل الرؤية إلى أهداف ملموسة باستخدام معايير SMART (محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، ذات صلة، محددة بوقت).
أكدت الدكتورة جواهر أن التخطيط المشترك ليس مجرد تحقيق أهداف، بل هو بناء ثقافة من التعاون والثقة. وقد أضافت لاحقا (١٦ سبتمبر ٢٠٢٥م، ٨:٤٤ ص) أن التخطيط يعزز التواصل الفعال، ويضمن توزيعا عادلا للمسؤوليات، ويزيد من قدرة الأسرة على مواجهة التحديات كوحدة واحدة.
دور الكوتش: ميسر وشريك استراتيجي
تمحور جزء كبير من النقاش حول دور الكوتش في مساعدة الأزواج. أشارت المدربة سارة العرب (١٦ سبتمبر ٢٠٢٥م، ٩:٥٢ ص) إلى أن الكوتش يطرح أسئلة دقيقة، ويدعم تحويل الأفكار إلى خطوات، ويحدد المسؤوليات بوضوح، ويعلم الأزواج كيفية الوصول إلى حلول وسط والتكيف مع المتغيرات.
كذلك، أكدت المدربة رشا فوزي المغلاوي (١٦ سبتمبر ٢٠٢٥م، ١٢:٢٣ م) أن الكوتش يعمل كميسر لمساعدة الزوجين على توضيح الرؤية المشتركة، وتحويل الأحلام الكبيرة إلى خطوات عملية، والحفاظ على التوازن بين الأهداف الفردية والمشتركة، وتدريبهم على الحوار البناء، وتقديم المتابعة الدورية.
من جهته، وصف الدكتور إبراهيم لوكنا (١٦ سبتمبر ٢٠٢٥م، ١٢:٢٨ م) دور الكوتش في التخطيط الأسري بأنه “تسهيل الحوار البناء”، و”تحديد القيم والأهداف المشتركة”، و”بناء أنظمة الدعم المتبادل”، و”إدارة التحديات”. وقد شدد على أهمية أن يساعد الكوتش الأزواج على تقييم إمكانياتهم بصدق وتقسيم الأهداف الكبيرة إلى خطوات صغيرة.
الزواج للمستقرين: فكرة عميقة ومُلهِمة
كانت هناك نقطة محورية في الحوار، حيث أشار المشاركون إلى أن الزواج ليس وسيلة للوصول إلى الاستقرار، بل هو شراكة بين شخصين مستقرين بالفعل.
أكدت الدكتورة إلهام المنصوري (١٦ سبتمبر ٢٠٢٥م، ١١:٥٨ ص) أن كلمة “شريك الحياة” تدل على أهمية “المشاركة”، وأن هذه الشراكة يجب أن تكون قوية ومستقرة لتمنح الزوجين فعالية في مواجهة التحديات. كما ذكرت أن أول عنصر يجب الاهتمام به هو الاستقرار النفسي للزوجين.
عززت المدربة رشا فوزي المغلاوي (١٦ سبتمبر ٢٠٢٥م، ١٢:١٧ م) هذه الفكرة قائلة: “الشخص غير المستقر قد يجد صعوبة في بناء علاقة صحية.”
وقدم ضياء بو علي لبنان ماستر في البرمجة اللغوية العصبية وموجهة نفسية(١٦ سبتمبر ٢٠٢٥م، ١٢:٢٠ م) رؤية عميقة وملهمة، حيث وصف الزواج بأنه ليس “دواء للنقص العاطفي” أو “حل سريع للتشتت الداخلي”. بل هو مكان يذهب إليه الشخص “وهو مرتاح”، وليس بحثا عن الراحة. وأضاف أن الزواج يتطلب شخصين ناضجين، متصالحين مع مشاعرهم، وقادرين على تحمل المسؤولية. وختم بعبارة بليغة: “الزواج بيشبه حديقة: إذا ما عندك بذور، ولا نية تسقي وتعتني، ما تتوقع تلاقي زهور.”
تجارب عملية وأهداف مشتركة
قدمت الماستر لايف كوتش فاطمة القماح (١٦ سبتمبر ٢٠٢٥م، ٢:١٩ م) مثالا حيا لزوجين قررا تقليص المصاريف العشوائية من أجل رحلة عائلية، مما عزز انسجامهما وحماس أبنائهما. وأكدت أن الكوتش يرافق الأزواج في اكتشاف ما يناسبهم ويمنحهم الأدوات العملية.
شاركت الكوتش خديجة قصباوي (١٦ سبتمبر ٢٠٢٥م، ٦:٢٨ م) بفكرة عملية، حيث قالت إن النجاح في هدف صغير، مثل وضع ميزانية لقضاء العطلة، يعطي تحفيزا رائعا لأهداف أكبر. وأضافت أن الكوتش يعمل كطرف محايد يساعد الزوجين على التعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم دون جدال.
وختاما، أجابت المدربة نجاة بنعلي (١٦ سبتمبر ٢٠٢٥م، ٨:٢٩ م) على سؤال النقاش بمجموعة من الأهداف المشتركة التي تسعى لتحقيقها، مثل تربية الأبناء على القيم، وتأسيس بيت مليء بالحب، وتحقيق الاستقرار المالي.
في الختام، تقدم الكاتب بالشكر والتقدير لجميع المشاركين في هذا الحوار الثري: أبوسهيل، الدكتورة جواهر هبهم، الدكتورة إلهام المنصوري، المدربة سارة العرب، المدربة رشا فوزي المغلاوي،ضياء بو علي لبنان ماستر في البرمجة اللغوية العصبية وموجهة نفسية ، الدكتور إبراهيم لوكنا، الماستر لايف كوتش فاطمة القماح، الكوتش خديجة قصباوي، والمدربة نجاة بنعلي. فقد أضاءوا جميعا جوانب مهمة من العلاقة الزوجية، مؤكدين أن التخطيط المشترك ليس مجرد مهمة إدارية، بل هو استثمار في بناء شراكة قوية ومستدامة.

نعم.لشعار.العداقي.المتميز.cc

إنهض.بذاتك.انت.لم.تولد.لتكون.لاشيء.cc

دمتم.جميعا.بخير.cc

بقلم/د.منورعبدالرقيب الصنومي — اليمن

حرر بتاريخ ٢٥ ربيع اول١٤٤٧هجرية الموافق ١٧ سبتمبر ٢٠٢٥م

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *