*[(بين صراع الصدى وحوار الوعي فن الإصغاء الذي يفتح القلوب)]*

في عالم يضج بالكلمات ويتسابق فيه الجميع على التعبير تبرز مهارة الإصغاء الفعّال كشعلة مضيئة تنير دروب التواصل الحقيقي.
فقد كان هذا الموضوع هو محور نقاش ثري ومُلهم دار في قاعة أكاديمية الدكتور عبدالقادر العداقي الدولية (AIA)، حيث تبادل فيه نخبة من الكوتشز والمدربين خبراتهم ومعارفهم، مؤكدين أن الإصغاء ليس مجرد سماع عابر، بل هو فن وعلم ومهارة تفتح القلوب قبل العقول.
بدأ النقاش برسالة تحفيزية من المنسق الذي شبه التحفيز بشحن البطارية، مؤكداً على أهمية التفاعل لتحقيق الأهداف. وتلتها مشاركة قيمة من الدكتورة جواهر هبهم التي أوضحت أن تنمية مهارة الإصغاء تكمن في ثلاثة محاور أساسية: التركيز على الإصغاء لا السمع، تطوير القدرة على التلخيص والفهم، والتحول من رد الفعل إلى الفهم. مؤكدةً على أن الهدف هو استيعاب الرسالة الكاملة وليس مجرد التقاط الكلمات.
أما الدكتورة ابتسام بويا فعبّرت عن حبها للتنوع في المواضيع، مؤكدة على أن التشجيع والتصفيق بين الزملاء يمثل شحناً للبطارية، بينما التحديات والمسابقات تضيف نكهة خاصة وتُثير روح الإبداع والتميز. وأضافت في مشاركة لاحقة أن الإصغاء الفعّال هو أساس عمل الكوتش، فهو يمنح المستفيد صمام أمان مبنياً على الثقة، ويعزز لديه الوعي الذاتي، مما يسهل عليه إيجاد الحلول المناسبة.
من جانبها، قدمت المدربة الدولية والكوتش لايف خديجة مفتوح رؤية نفسية عميقة، مشيرة إلى أن الإصغاء ليس عملية سمعية عابرة، بل هو مهارة نفسية تؤثر في جودة علاقاتنا. واستندت إلى دراسة ميدانية حديثة لعام 2025 تظهر أن 72% من الخلافات تعود إلى غياب الاستماع للفهم، وأن الأسر التي اعتمدته شهدت ارتفاعاً في مستويات التعاون والانسجام.
وعلى الصعيد التطبيقي، شارك الدكتور إبراهيم لوكنا بتوضيح الفروقات الجوهرية بين “الاستماع للاستجابة” و”الاستماع للفهم”، مقدماً خصائص كل منهما وفوائده العملية. وشدّد على أهمية الخطوات العملية مثل إعطاء الانتباه الكامل وطرح الأسئلة التوضيحية، مما يساهم في بناء جسور تواصل أقوى.
في حين أثنى الدكتور عبدالقادر العداقي على خريجي الأكاديمية، وخص بالذكر الماستر لايف كوتش نوف الهاملي على حصولها على درجة الماجستير المهني، وهو ما أكدت عليه الدكتورة جواهر هبهم في تهنئتها اللاحقة، معبرةً عن الفخر بهذا الإنجاز.
وقدمت الماستر لايف كوتش فاطمة القماح مثالاً حياً من واقع الحياة الاجتماعية، حيث قارنت بين رد فعل الأب الذي استمع للرد فقط، ورد فعل الأم التي مارست الإصغاء للفهم، مؤكدةً أن تلخيص ما فهمناه يجعل المتحدث يشعر أنه مسموع ومفهوم.
وقدّم الدكتور رشيد مورجاني مداخلة فلسفية عميقة، واصفاً الإصغاء بأنه “فن القلوب قبل أن يكون تقنية العقول”، وأنه “صمت ناطق”. وقارن بوضوح بين الاستماع للاستجابة الذي يحول الحوار إلى “ميدان معركة فكرية”، والاستماع للفهم الذي هو “حالة وجودية” تفتح القلوب. وأكد أن الإصغاء الحقيقي هو “ضرب من التواضع الوجودي”.
وفي ختام النقاش، لخصت الكوتش والمدربة قصباوي خديجة المهارة بأنها أكثر من سماع الكلمات، بل هي فهم للمشاعر والمكنونات، مؤكدة أن “الكلمات تغذي العقول، بينما الإصغاء يغذي الروح ويبني جسوراً من المحبة والاحترام”.
إن هذه الرؤى المتعددة تؤكد على حقيقة واحدة: التواصل ليس عملية إرسال واستقبال فحسب، بل هو عملية إنسانية عميقة تبدأ بالقدرة على الإنصات. فكما قال المنسق في الاقتباس التحفيزي الذي أطلقه: “الكلمات قد تفتح العقول لكن الإنصات يفتح القلوب.”
<><><><><><><><>><><><><
*كشف حضور المشاركين*

المدرب الدولي الدكتور عبدالقادر العداقي
الدكتورة جواهر هبهم .. المغرب
الدكتورة إبتسام بويا كوتش ومعالجة شمولية ومدربة. المغرب
المدربة الدولية و الكوتش لايف خديجة مفتوح. المملكة المغربية
د. امل الجودر….. البحرين
الدكتور.رشيد مورجاني المغرب
الماستر اللايف كوتش . فاطمة القماح…..
الدكتور إبراهيم لوكنا .. المملكة المغربية
الكوتش والمدربة قصباوي خديجة
د. المنسق — اليمن
()()()()()()()()()()()()()()()()()()
*نعم.لشعار.العداقي.المتميز.cc*
*إنهض.بذاتك.انت.لم.تولد.لتكون.لاشيء.cc*
*دمتم.جميعا.بخير.cc*
*✍بقلم/د.منور عبدالرقيب الصنومي — اليمن*
*حرر بتاريخ ١٩ ربيع اول١٤٤٧هجرية الموافق ١١سبتمبر ٢٠٢٥م.*

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *