**نحو آفاق معرفية متجددة: حوار مفتوح في رحاب أكاديمية العداقي الدولية**

في فضاء يجمع نخبة من الخبراء والمدربين، انطلق حوار بنّاء في قاعة أكاديمية الدكتور عبدالقادر العداقي الدولية (AIA)، ليجسد رؤية الأكاديمية في أن تكون ساحة غنية بالفائدة والتجديد. جاء هذا النقاش المثمر إعلاناً عن آلية جديدة لتنظيم الحوارات الأسبوعية، تهدف إلى تخفيف الضغط وزيادة الاستفادة، وفتح المجال لمواضيع مبتكرة تعكس اهتمامات الأعضاء، وسط ثقة كبيرة بحماسهم ومساهماتهم الفاعلة.

**الانطلاقة: مواضيع تمس صميم الحياة المعاصرة**

كانت الشرارة الأولى من **الدكتورة أسماء الدواي** من المغرب، التي طرحت موضوعين على درجة عالية من الأهمية:
1. **الاستعداد النفسي والجسدي للموسم الدراسي الجديد:** وهو موضوع يلامس كل أسرة مع اقتراب بداية العام الدراسي.
2. **”معضلة القنفذ”:** استعارة فلسفية عميقة حول كيفية الحفاظ على مسافة آمنة وصحية في العلاقات الإنسانية.

وسرعان ما تفاعل مع هذا الطرح **الدكتور الصنومي**، الذي قدم تحليلاً أولياً للموضوعين، موضحاً أن الاستعداد للدراسة يتطلب توازناً بين برمجة العقل للروتين الدراسي والاهتمام بالصحة الجسدية. كما فصّل في “معضلة القنفذ”، شارحاً أنها تصف التحدي الإنساني في إيجاد التوازن بين الحاجة للقرب العاطفي والخوف من أذى الاقتراب المفرط، وهو ما يتطلب احترام الخصوصية وتحديد الحدود الشخصية.

**العلاقات السامة: جرح غائر في نسيج المجتمع**

أضافت **الكوتش والمدربة خديجة قصباوي** من المغرب بعداً آخر للنقاش باقتراحها موضوع **”العلاقات السامة وتأثيرها على الصحة النفسية والجسدية”**. وقد لاقى هذا الاقتراح ترحيباً واسعاً لأهميته الحيوية. وقدمت المدربة قصباوي مقالاً متكاملاً أوضحت فيه أن هذه العلاقات، سواء كانت عاطفية أو أسرية أو مهنية، تؤدي إلى القلق، الاكتئاب، انخفاض الثقة بالنفس، والعزلة، كما أن لها تأثيراً جسدياً مباشراً يتمثل في الصداع، مشاكل الهضم، وضعف المناعة. واختتمت بنصائح عملية للتعامل معها، مؤكدة أن الوعي هو الخطوة الأولى نحو التغيير.

وقد أثنت **المدربة الدولية والكوتش لايف خديجة مفتوح**  على هذا الطرح، مضيفةً من منظور علم النفس الإكلينيكي أن العلاقات السامة تستنزف الصحة النفسية تدريجياً وتُحدث اختلالاً في الجهاز النفسي الانفعالي، بل وتمتد آثارها لتشمل الجانب الجسدي عبر إفراز هرمونات التوتر. وأكدت أن التحرر منها ليس رفاهية، بل ضرورة علاجية.

من جانبها، أضافت **الدكتورة ابتسام دبويا**، الكوتش والمعالجة الشمولية من المغرب، أن العلاقات السامة هي من أهم أسباب استنزاف الطاقة البشرية، حيث تولد مشاعر سلبية كالغضب والحقد، والتي ترتبط بالعديد من الأمراض النفسية والعضوية. وشددت على ضرورة الحزم وقول “لا” عند أي تعدٍ على الخصوصية، مع أهمية اللجوء إلى متخصصين للمساعدة على التحرر منها.

**الاستعداد للموسم الدراسي: رؤى متعددة الأبعاد**

حظي موضوع الاستعداد الدراسي بتفاعل واسع وعميق من مختلف الخبراء:

* **المدربة الدولية والكوتش لايف خديجة مفتوح** قدمت تحليلاً عميقاً، معتبرة أن الاستعداد النفسي عملية متبادلة بين التلميذ والإطار التربوي، وأن إغفال هذا الجانب يجعل العملية التعليمية مجرد ممارسة شكلية.
* **المشاركة من الجزائر (صاحب الرقم +213793929272)** أكد على ضرورة تهيئة الأطفال عبر تنظيم الروتين، الحديث الإيجابي عن المدرسة، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
* **الكوتش والمدربة خديجة قصباوي** عادت لتفصّل في الموضوع عبر مقال منظم، قسمت فيه الاستعداد إلى جانب جسدي (تنظيم النوم، التغذية) وجانب نفسي (التهيئة الذهنية، تقليل التوتر)، مع تقديم نصائح عملية للأهل.
* **اللايف كوتش الأستاذة ماريا تيجه مبارك المرابطي**، بصفتها كوتش مدرسي، رأت أن الاستعداد النفسي يبدأ بالتفكير الإيجابي، تطوير عقلية النمو، والتخلص من أعباء الماضي. وقد دار نقاش ثري بينها وبين **الأستاذة سعيدة طيب** من تونس حول تقنية “التخيل الإيجابي”، حيث أوضحت الأستاذة ماريا أن هذه التقنية يجب أن تُستخدم كخريطة عملية للرحلة وليست كصورة جامدة للنتيجة لتجنب مخاطر التعلق.
* **الكوتش محمد فيصل فتيتي** من الجزائر، كمدرب تربوي، لخص العملية في أربع ركائز: ضبط الروتين، الحوار الإيجابي، المشاركة العملية، والدعم العاطفي.
* **الدكتورة ليلى نهار** من الجزائر أشارت إلى أهمية دور الكوتش المدرسي في هذه العملية، ليس فقط للطلاب بل للأولياء والموظفين أيضاً، للكشف المبكر عن أي تحديات سلوكية أو دراسية.
* وأخيراً، قدم **الدكتور إبراهيم لوكنا** من المغرب مقالاً شاملاً بعنوان “الاستعداد النفسي والمنهجي للدخول المدرسي من زوايا متعددة”، فصّل فيه أدوار كل من الأسرة، المعلم، الكوتش المدرسي، والتلميذ نفسه، مؤكداً أن هذه العملية التشاركية هي مفتاح النجاح.

**تطوير آليات الحوار: نحو فائدة أكبر**

في خضم هذا الثراء المعرفي، طرحت **الماستر اللايف كوتش فاطمة القماح** تساؤلاً عملياً مهماً حول كيفية تنظيم النقاشات لضمان حصول كل موضوع على حقه من الاهتمام دون تداخل، مقترحةً آليات بسيطة كالترقيم أو تخصيص أوقات محددة.

**خاتمة: منارة للمعرفة والتعاون**

لقد أثبت هذا الحوار أن أكاديمية الدكتور عبدالقادر العداقي الدولية ليست مجرد منصة تدريبية، بل هي بيئة معرفية حية وراقية، تتضافر فيها جهود الخبراء من مختلف الأقطار لصناعة وعي مجتمعي. إن تنوع الآراء وعمق التحليلات يعكس ثراء العقول المشاركة، ويبشر بمستقبل واعد من النقاشات المثمرة التي تضيء دروب العلم والمعرفة.

**كشف حضور المشاركين في الحوار**

* الدكتور عبدالقادر العداقي (رئيس الأكاديمية) مشرفاً

* الدكتور  الصنومي ( اليمن )
* الدكتورة أسماء الدواي (المغرب)
* الكوتش والمدربة خديجة قصباوي (المغرب)
* المدربة الدولية والكوتش لايف خديجة مفتوح (المملكة المغربية)
* مشاركة من الجزائر (برقم +213793929272)
* الدكتور إبراهيم لوكنا (المملكة المغربية)
* الدكتورة ابتسام دبويا (المغرب)
* اللايف كوتش الأستاذة ماريا تيجه مبارك المرابطي (المغرب)
* الأستاذة سعيدة طيب (تونس)
* الماستر اللايف كوتش فاطمة القماح
* الكوتش محمد فيصل فتيتي (الجزائر)
* الدكتورة ليلى نهار (الجزائر)
* الدكتورة جواهر هبهم (المغرب)

**بقلم: د. منور عبدالرقيب الصنومي**
**حرر بتاريخ: ٨ ربيع الأول ١٤٤٧هـ الموافق ٣١ أغسطس ٢٠٢٥م**

 

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *