*من الوعي إلى الفعل: كيف نصبح رسالتنا قبل أن نقولها؟*
تشرفت منصة أكاديمية الدكتور عبدالقادر العداقي الدولية (AIA) بحوار معرفي عميق خلال هذا الأسبوع، حيث أضاء أعضاء المجموعة مسارين جوهريين في رحلة التنمية الذاتية: “أن تكون رسالتك قبل أن تقولها”، و “التغيير يبدأ من وعيك”. وقد أكد هذا النقاش على أن التحول الحقيقي يبدأ بالإدراك الداخلي ويترجم إلى سلوك ملموس.
المسار الأول: كن أنت رسالتك
انطلقت الدكتورة أسماء الدواي من المغرب بطرح المقولة الملهمة: “كن أنت رسالتك قبل أن تقولها”. وقد فسرتها بأنها دعوة للأصالة وعدم التقليد، وأن يجسد الفرد قيمه ومعتقداته في حياته وأفعاله اليومية قبل التعبير عنها لفظيًا.
الدكتورة أسماء الدواي (المغرب) – [٨:٥٢ ص]:
شددت على أن هذا المفهوم يدعو إلى تجسيد القيم في كل جوانب الحياة، وعيش الأسلوب الخاص بدلاً من أن نكون نسخة من أحد، والتحرك بشجاعة للبقاء على الطبيعة الأصلية، وإظهار الأصالة والندرة التي يحتاجها العالم.
ضياء بو علي (لبنان) – [٩:٤٧ ص]:
عززت هذا الطرح من منظور علم النفس والسلوك، مؤكدة أن التأثير الحقيقي لا يأتي مما نقوله، بل من لغة حضورنا وطريقة عيشنا. وأوضحت أن مفهوم “التطابق” في علم النفس الإنساني يعني الانسجام بين الفكر والمشاعر والسلوك. وعندما يعيش الفرد قيمه أولاً، فإنه يخلق نموذجًا حيًا يفعّل آلية التقليد الإيجابي لدى الآخرين، مما يجعل رسالته تأثيرًا ملموسًا لا يُنسى. ونوّهت إلى أن التطبيق العملي هو في جعل التصرفات انعكاسًا لما ندعو إليه.
المسار الثاني: التغيير يبدأ من وعيك
تحول النقاش إلى دور الوعي كبوابة للتحول الشخصي والمجتمعي، بطرح من الدكتورة جواهر هبهم.
الدكتورة جواهر هبهم (المغرب) – [٩:٢٢ ص]:
طرحت الاقتباس “التغيير يبدأ من وعيك” كنقطة انطلاق، متسائلة: كيف يتحول هذا الإدراك النظري إلى فعل ملموس يُحدث تغييرًا حقيقيًا على مستوى الفرد أو المجتمع؟ وحددت محاور للنقاش تشمل: مفهوم الوعي وأنواعه (الذاتي، بالبيئة، بالقضايا)، والتحول من الوعي إلى الفعل وتحديد العوائق والأدوات المساعدة (كالتأمل والتخطيط)، ودور الوعي الفردي في التغيير المجتمعي.
المدربة نجاة بنعلي (المغرب) – [١٠:٠٦ ص]:
أوضحت أن الوعي هو المرآة التي تكشف لنا أين نقف وأين نريد أن نصل، لكنه وحده لا يكفي؛ فهو الشرارة التي تحتاج أن تترجم إلى إرادة وخطة وعمل مستمر.
كما أشارت إلى عوائق تحويل الوعي إلى سلوك، مثل الخوف من الفشل والراحة في العادات القديمة. واقترحت خطوات عملية للتحول، مؤكدة أن الوعي الفردي هو اللبنة الأولى للوعي الجمعي، مستشهدة بالآية الكريمة: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”.
ضياء بو علي (لبنان) – [٩:٤٩ ص]:
قسمت الوعي إلى طبقات متداخلة: الوعي الذاتي، الوعي الاجتماعي، الوعي الجمعي، والوعي الكوني. وأكدت أن الوعي وحده لا يحل المشكلة، وأن التحول يبدأ عندما يتجسد الوعي في خطوات عملية. ثم قدمت خطوات التحول العملي التي تشمل: معرفة الأنماط التي يجب تغييرها، تحديد هدف واضح، التقسيم إلى خطوات صغيرة، العمل اليومي المستمر، والمكافآت لتعزيز التحفيز.
المدربة سارة العرب (لبنان) – [٧:٣٥ م]:
وصفت الوعي بأنه المرآة التي يرى بها الإنسان نفسه والعالم، والبوصلة التي توجهه. ولتفعيل العلاقة بين الوعي والتغيير، طرحت أربعة أسس: التأمل الذاتي لفهم الذات عمقا، الاعتراف بالمشكلة لكشف ما نتجاهله، تحمّل المسؤولية بالتوقف عن إلقاء اللوم، والتحول إلى الفعل بتجسيد المعرفة في العادات والقرارات اليومية. وأشارت إلى أن الوعي لا يكفي ما لم يُدعَم بنية صادقة وخطة عملية ومثابرة وبيئة داعمة.
الوعي وعلاقته بالاكتئاب (إضاءة هامة):
أضاءت الدكتورة جواهر هبهم (المغرب) – [٩:٣٩ ص] على العلاقة بين “التغيير يبدأ من وعيك” وبين موضوع الاكتئاب. واعتبرت الوعي نقطة انطلاق أساسية نحو التحسن، حيث يعني:
* الوعي بالمرض نفسه: إدراك أنه حالة تستدعي رعاية متخصصة، مما يزيل الوصم الذاتي.
* الوعي بدورة الاكتئاب: إدراك الأفكار والسلوكيات السلبية التي تبقي الفرد عالقًا.
* تفعيل الوعي في العلاج: كما في العلاج المعرفي السلوكي (CBT) الذي يبدأ بتعزيز الوعي بالعلاقة بين الأفكار السلبية والمشاعر.
واختتمت بالإشارة إلى أن الاكتئاب غالبا ما يضع الشخص في حالة لا واعية، وعودته إلى الوعي السليم هي الخطوة الأولى والضرورية لبدء رحلة التعافي واستعادة زمام الأمور.
لا تعليق