من الفكرة إلى الفعل: كيف تصنع العادات والإيمان واقعا جديدا؟
في رحاب أكاديمية الدكتور عبدالقادر العداقي الدولية (AIA)، تحوّلت جلسة نقاش صباحية إلى منبر فكري عميق، حيث تلاقت الخبرات وتكاملت الرؤى حول قوة العادات الصغيرة وأثرها في صناعة الإنجازات الكبرى. لم يكن الحوار مجرد تبادل للآراء، بل كان استكشافا لكيفية تحويل الأفكار من مفاهيم نظرية إلى حقائق ملموسة تغير وجه الحياة.
بدأت الجلسة برسالة من أبو سهيل، الذي شبه العضو النشيط بـ “القهوة الساخنة” التي ترفع المزاج وتتفاعل باستمرار، في حين أن الصامت كـ “الواي فاي الضعيف” الذي يظل موجودا دون أي تأثير. طرح هذا التشبيه البسيط سؤالا محوريا حول طبيعة التفاعل والمشاركة، مما مهد الطريق للغوص في موضوع بناء العادات الإيجابية.
أكدت المدربة الدولية والكوتش لايف د. خديجة مفتوح أن الكوتش هو الركيزة الأساسية لترسيخ العادات الجديدة. وأوضحت أن دوره لا يقتصر على التوجيه، بل يتعداه إلى التبسيط (جعل السلوكيات صغيرة وسهلة)، والمتابعة المستمرة (لضمان التكرار اليومي الضروري)، والتحفيز (للاحتفال بالإنجازات الصغيرة). استشهدت ببيانات حديثة من عام 2025 تشير إلى أن العادات الصحية تستغرق ما بين 59 إلى 66 يوما للتكون، وأن اليقين التام بالله هو جوهر التغيير.
من جانبها، قدمت الدكتورة أسماء الدواي خلاصة عملية، مؤكدة على استراتيجيات مثل ربط العادة الجديدة بعادة موجودة وتحديد أهداف صغيرة وواضحة. شددت على أهمية إنشاء نظام دعم وتتبع التقدم والمكافأة الذاتية، مشيرة إلى أن بناء العادة يتطلب الصبر والاستمرارية.
أضافت الماستر اللايف كوتش حنان الموسوي بعدا آخر، حيث أكدت على ضرورة أن يوضح الكوتش للمستفيد أن التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها، بل هو مسيرة تتطلب الاستمرارية والصبر. سلطت الضوء على أهمية الوضوح والوعي بأهمية العادة، ودور الكوتش في مرافقة المستفيد وإدارة العوائق التي قد تعترض طريقه.
توسعت الماستر اللايف كوتش فاطمة القماح في شرح أهمية العادات الصغيرة، مقدمة مثالا حيا عن شخص بدأ بتمارين تمدد بسيطة لمدة خمس دقائق يوميا، وكيف تحولت هذه العادة الصغيرة إلى تحسين شامل لصحته. أوضحت أن الكوتش يساعد في اختيار العادة المرتبطة بالهدف، وتقسيمها إلى خطوات، والمتابعة الإيجابية، والاحتفاء بالانجازات الصغيرة.
عبرت الدكتورة فضيلة عن نوع مشاركتها بكونها “متابع بصمت”، مؤكدة أنها تهتم بكل التفاصيل وتتابع كل ما يطرح في الجلسة.
أما المدربة المعتمدة دوليًا والكوتش سارة العرب من لبنان فقد لخصت دور الكوتش في سبع نقاط أساسية، أبرزها: تحديد العادة بوضوح، ربطها بهوية المستفيد، الاستمرارية عبر الروتين، والاحتفال بالنجاحات. أكدت أن العادة لا تُبنى في يوم، بل تصبح جزءا منّا حين ندرك قيمتها.
من تونس، شاركت الماستر اللايف كوتش الدكتورة صباح المنصوري بتجربة شخصية حول تقليل شرب القهوة، وكيف ساهمت في اكتساب عادة جديدة هي “وقت إضافي للنوم”. وشددت على أن الاستمرارية والتفكير الإيجابي هما مفتاح التغيير، وأن أي شيء مفيد ولو لمدة 5 دقائق سيجعل الشخص مختلفًا عما سبق.
قدمت الدكتورة إلهام هبهم نموذج “دورة الثلاثة أسابيع الذهبية” لتغيير العادات، مقسمة إياها إلى مراحل: التأسيس (الأسبوع الأول)، الالتزام والتعمق (الأسبوع الثاني)، والتمكين والتثبيت (الأسبوع الثالث). وأوضحت التحديات والأهداف لكل مرحلة.
لخص الدكتور إبراهيم لوكنا الهدف الرئيسي في أن “العادات الصغيرة تصنع إنجازات كبيرة بمرور الوقت”، وحدد دور الكوتش في ترسيخ العادات من خلال: البدء بخطوات صغيرة جدًا، ربط العادة بالهوية المرغوبة، والاستمرارية، واختتم بنصيحة ذهبية: “الاستمرارية أهم من الكمال.”
وأكدت الكوتش والمدربة قصباوي خديجة على أن بناء العادات الصغيرة هو “رحلة الألف ميل التي تبدأ بخطوة صغيرة”. ووصفت دور الكوتش في مساعدة العميل على تحديد هدف صغير، وربط العادة بقيمه، وناقشت أهمية الاقتباس التحفيزي الذي يوضح أن العادات المستمرة هي التي تصنع واقعا جديدا.
أما الدكتورة ليلى نهار، فقد ركزت على الوعي والإدراك كأدوات لتغيير الأسلوب والإنجاز، وشددت على أن الكوتش يساعد المستفيد حسب شخصيته ليختار الأدوات والتقنيات المناسبة لترسيخ العادات.

وأضاف المدرب  رابح بونعاس بقوله يمكن للكوتش مساعدة الانسان على ترسيخ العادات الجديدة من خلال استخدام الاسئلة القوية الموجهة لزيادة الوعي الذاتي وتحديد الاهداف وتطبيق النماذج مثل GROWلوضع خطط العمل القابلة للتنفيذ و التشجيع على البدء بخطوات صغيرة و مكافأت قصيرة المدى و تزويد المستفيد بتقنيات مثل اليقظة الذهنية لتعزيز التزامه وتحقيق النتائج المرغوبة مع جعل العادة جزء من اسلوب الحياة بدلا من كونها تحديا مؤقتا.
وفي ختام الجلسة، قدمت الدكتورة جواهر هبهم طرحا عميقا يربط بين الفلسفة وعلم النفس وعلم الأعصاب، مؤكدة أن الفكرة لا تترسخ إلا إذا تحولت من مفهوم نظري إلى “بروتوتايب حي“، أي تجسيد ملموس في سلوك حاملها. وأوضحت أن الفكرة التي لا يرافقها فعل وشغف، تبقى “مثاليات جوفاء”. أضافت أن نظرية التعلم الاجتماعي لألبرت باندورا تؤكد أن الأفراد يتعلمون من خلال مراقبة نماذج حية، وأن شعار الدكتور العداقي “انهض بذاتك أنت لم تولد لتكون لا شيء” ليس مجرد عبارة تحفيزية، بل هو منهجية علمية لإعادة برمجة الذات.
ختاما، أكد الدكتور منور  الصنومي على أهمية هذا الطرح، مؤكدا أن الفكرة التي تترسخ هي التي تحولت من “ماذا أقول” إلى “كيف أعيش”. وضرب مثالًا على ذلك بفكرة الصدق والإيجابية، حيث أن السلوك هو البرهان الوجودي الذي لا يمكن إنكاره وختم كعادته بقوله. نعم.لشعار.العداقي.المتميز.cc
إنهض.بذاتك.انت.لم.تولد.لتكون.لاشيء.cc
دمتم.جميعا.بخير.cc
✍بقلم/د.منورعبدالرقيب الصنومي — اليمن
حرر بتاريخ١٧ ربيع أول ١٤٤٧ هجرية الموافق ٩سبتمبر ٢٠٢٥م
كشف الحضور:
* أبو سهيل
* المدربة الدولية و الكوتش لايف خديجة مفتوح
* مدرب دولي الدكتورة أسماء الدواي
* الماستر اللايف كوتش حنان الموسوي
* الماستر اللايف كوتش فاطمة القماح
* د. فضيلة الجزائر
* المدربة المعتمدة دوليا واللايف كوتش سارة العرب
* الماستر اللايف كوتش د. صباح المنصوري
* دكتورة إلهام المغرب
* الدكتور إبراهيم لوكنا
* الكوتش والمدربة قصباوي خديجة
* د. ليلى نهار
* رابح بونعاس
* الدكتورة جواهر هبهم

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *