عندما تصبح القهوة أهم الأولويات.. إدارة الوقت بذكاء وليس بجهد
في عالمنا المليء بالمهام والضغوط، يصبح تحديد الأولويات تحديا حقيقيا. وبينما يظن البعض أن الانشغال الدائم هو علامة على الإنتاجية، يثبت الواقع أن الإنجاز الحقيقي يكمن في التركيز على ما هو مهم حقا، لا على ما هو عاجل فقط.
كان هذا هو محور النقاش الثري الذي دار في قاعة أكاديمية الدكتور عبدالقادر العداقي الدولية AIA، حيث شارك نخبة من المدربين والكوتشز خبراتهم حول إدارة الأولويات وأدواتها الفعالة.
بدأت المداخلة الفكاهية للمنسق بموقف طريف يوضح كيف يمكن أن تضيع الأولويات، حيث جعلت إحدى الطبيبات “القهوة” في خانة المهم والعاجل، فكانت النتيجة أن اليوم بأكمله ضاع بعد أن انتهت القهوة. هذا الموقف كان مدخلاً مثاليا للحديث عن مصفوفة آيزنهاور، التي تسهم في مساعدة الفرد على التحكم بوقته وتحديد ما هو أهم.
تفاعلت الدكتورة ابتسام بويا مع الموضوع بتوضيح تفصيلي لمصفوفة آيزنهاور، مؤكدة أنها أداة فعالة لتنظيم المهام. وقدمت مثالا تطبيقيا لطالبة جامعية، صنفت مهامها بين ما هو مهم وعاجل (كتسليم البحث وحضور المحاضرات)، وما هو غير مهم وغير عاجل (مثل مشاهدة الأفلام).
الماستر لايف كوتش فاطمة القماح أضافت بعدا إنسانيا للموضوع، مشيرة إلى أن وضع القهوة كأولوية يكشف عن عادة شائعة: الانشغال بالعاجل غير المهم، مما يؤدي إلى تضييع الوقت وترك المهام الجوهرية. وأكدت أن القيمة الحقيقية تكمن في تخصيص الوقت للأهداف التي تقربنا من أحلامنا. وفي مداخلة لاحقة، قدمت د.فاطمة استراتيجيتها الشخصية لمقاومة هذا الإغراء، وهي تحديد 3 مهام جوهرية كل صباح.
الدكتورة ليلى نهار لخصت خطوات التعامل مع كل قسم من أقسام المصفوفة: ابدأ بالمهم والعاجل، اترك المهم غير العاجل لوقت لاحق، فوض غير المهم العاجل، وتخلص من غير المهم وغير العاجل.
المدربة سارة العرب قدمت شرحا للاستراتيجية الفعالة لمقاومة المهام العاجلة غير المهمة، وهي استخدام مصفوفة آيزنهاور، وشرحت كيف يطبقها الكوتش لمساعدة المستفيد على قول “لا” لما لا يخدم أهدافه، والتحول من الاستجابة التلقائية إلى الاختيار الواعي.
اللايف كوتش ماريا تيجه مبارك المرابطي أكدت أن إدارة الأولويات من أكبر التحديات، وأن مهمة الكوتش هي مساعدة المستفيد على التمييز بين الضروري والإلحاح الوهمي. وأضافت أن الاستراتيجية الأهم ليست مجرد أداة تنظيمية، بل هي عملية إعادة برمجة عقلية.
الماستر لايف كوتش الدكتورة صباح المنصوري قدمت استراتيجية “الكلمات الأربع” لمساعدة الفرد في مقاومة إغراء المهام، وهي: الإنجاز، التأجيل، التوكيل، والإلغاء. مؤكدة أن الأمر يتعلق بفعل الشيء الصحيح في الوقت الصحيح.
الكوتش والمدربة قصباوي خديجة أشارت إلى أن المصفوفة تساعد الأفراد على تحديد أولوياتهم للتركيز على الأنشطة التي تحقق الأهداف، وقدمت أمثلة عملية مثل اجتماع غير مخطط له أو انقطاع الكهرباء، موضحة كيفية التعامل معها.
الدكتورة إلهام المنصوري أكدت أن مصفوفة آيزنهاور أداة بسيطة وفعالة، وأن ما يميزها هو أنها لا تقتصر على التصنيف فقط، بل تحدد الإجراءات الواجب اتخاذها في كل حالة: افعل، خطط، فوض، أو احذف.
الدكتور إبراهيم لوكنا لخص مداخلته بتقديم عدة طرق لترتيب الأولويات، مثل مصفوفة آيزنهاور، وطريقة ABCDE، وقاعدة 80/20، وأسلوب الهدف الواحد. وختم بقاعدة ذهبية: “إنجاز الأشياء الصحيحة أهم من إنجاز كل شيء”.
في الختام، اتفق الجميع على أن الهدف ليس الانشغال، بل تحقيق النتائج. فكما قال الدكتور أبو سهيل: “الانشغال ليس إنتاجية”، وكما لخصت الماستر فاطمة القماح: “من يملك شجاعة التركيز على الأهم، يربح وقته وحياته.”
كشف حضور المشاركين:
* أبو سهيل
* د. ابتسام بويا
* فاطمة القماح
* د. ليلى نهار
* سارة العرب
* ماريا تيجه مبارك المرابطي
* د. صباح المنصوري
* د. إلهام المنصوري
* قصباوي خديجة
* د. إبراهيم لوكنا
نعم.لشعار.العداقي.المتميز.cc
إنهض.بذاتك.انت.لم.تولد.لتكون.لاشيء.cc
دمتم.جميعا.بخير.cc
✍بقلم/د.منورعبدالرقيب الصنومي — اليمن
حرر بتاريخ ٢٠ ربيع أول ١٤٤٧هجرية الموافق ١٢ سبتمبر ٢٠٢٥م
لا تعليق