شغف العمل.. بين “متعة الحياة” و”عبودية الواجب” – رؤى من أكاديمية العداقي الدولية
كانت مقولة الأديب الروسي مكسيم غوركي: “عندما يكون العمل متعة تكون الحياة مبهجة، أما إذا كان واجباً تكون عبودية”، شرارة انطلاق لحوار فلسفي وعملي عميق في قاعة أكاديمية الدكتور عبدالقادر العداقي الدولية (AIA)، كشف عن رؤى متكاملة حول جوهر علاقة الإنسان بنشاطه المهني والوجودي.
الحوار المُلهِم:
[١٦/١٠, ١٠:٠١ ص] الدكتورة جواهر هبهم .. المغرب:
باركت جهود الدكتور عبدالقادر العداقي، واعتبرت مقولة غوركي “بيان إنساني محوري، لا يقتصر على كونه نوع من أنواع الملاحظة، بل أطروحة فلسفية تنفذ بعمق إلى جوهر علاقة الإنسان بنشاطه”. وأكدت أن المتعة في العمل هي “فعل تجلٍ للذات واندماج غائي”، يتحول فيه الفرد من عامل إلى صانع مبدع. وفي المقابل، وصفت الواجب بأنه “فخ اجتماعي ونفسي يختزل العمل في بوتقة الضرورة القسرية”، مشيرة إلى أن العبودية تتجاوز الأغلال المادية لتكون “استلاباً روحياً ومعرفياً”، وحثت على أن يكون “الفرح الداخلي هو البوصلة التي تقود الفعل البشري”.
[١٦/٠١, ١٠:٤٦ ص] هيفاء أبو حسّان مرشدة اجتماعية تربوية ومدربةمنهج منتسوري لبنان:
شكرت على التذكير بالقول الملهم “لندرك ان لحياتنا معنى ومتعة 🤩وان رسالتنا تزهر 🌷حين نعمل بشغف لا بإجبار✨”، وأوضحت أن الاستمتاع بالعمل يأتي “من أعماق هذا الإنسان من الإحساس بمعنى العمل الذي يقوم به والرسالة التي يحملها”. وخلصت إلى أن محبة العمل تحوّل “الجهد إلى طاقة إيجابية، والتعب إلى فرح الإنجاز، وروتين الحياة إلى رحلة مفعمة بالحيوية والبهجة”، في حين أن استثقال العمل يجعله عبئاً وقلقاً، ويُحيل الفرد إلى “روبوت مبرمج”.
[١٦/١٠, ١١:٥٥ ص] ا/ نجاة بنعلي المغرب:
أكدت أن العبارة “تختصر جوهر العلاقة بين الإنسان والعمل”، وأن العمل “هو وسيلة لتحقيق الذات و ليس مجرد وسيلة لكسب المال”، بل هو “تعبير عن الذات وسعي نحو تحقيق معنى للحياة”. وشددت على أن المتعة في العمل نفسياً “لا تعني الراحة أو اللهو، بل تعني الإحساس بأن ما نفعله له قيمة ويضيف معنى إلى وجودنا”. ورأت أن “الحرية هي ما يمنح العمل قيمته الحقيقية”، فالإرادة تجعل الإنسان حراً ومبدعاً، بينما الإكراه يحوله إلى “شكل من أشكال العبودية الحديثة”.
[١٦/١٠, ١:٠٤ م] المدرب الدولي الدكتورعبدالقادرالعداقي:
كشف الدكتور العداقي عن الدافع وراء طرح المقولة، وهو الإجابة على سؤال متكرر: “ألا تمل من العمل طوال تلك الساعات؟”، ليجيب برؤيته الخاصة: “أنا لا أعمل لأنني مضطر بل لأنني استمتع بما أعمل”. وأرسى قاعدة: “من يعمل لأنه مضطر، يمل… فلا تقل ولا تفعل لأنك مضطر، فإنك ستمل”. وشبّه متعة العمل بألم التمارين الرياضية “ألم مؤلم، لكنه ممتع، خاصة حين تنهي تلك التمارين وتشعر بلذة الإنجاز”. كما أضفى على الشغف بعداً سامياً بالاستشهاد بالآية الكريمة: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد: ١٧]، مشيراً إلى أن الأثر الباقي والنفع الممتد هو أعظم ما يُمتع العاملين في مجالات التنمية، واختتم بقصة الجاحظ كنموذج لمن “مات وهو مستمتع بعمله”.
[١٦/١٠, ٥:٣٦ م] الدكتورة جواهر هبهم .. المغرب:
عادت لتعبر عن إعجابها بـ”عمق الرؤية وجمال الصياغة”، واعتبرت رد الدكتور العداقي “بيان فلسفي متكامل” وتأسيس لـ “قاعدة وجودية أصيلة” في مجالات التدريب والكوتشينغ. وأثنت على “الصياغة الفريدة” التي تحوّل العمل إلى “فعل إرادي خالص ينفي الملل ويُثبت المصداقية”، مشيدة بربط الألم الممتع في التمارين بلذة الإنجاز، وبـ “الاستشهاد الحكيم” بالآية الكريمة التي تُضفي بُعداً سامياً على الشغف بالعمل.
[١٦/١٠, ٦:٠١ م] الماستر اللايف كوتش . فاطمة القماح…..:
وجهت شكرها للدكتور العداقي على الطرح “الجميل والمُلهم”، وأشارت إلى أن “القيمة الحقيقية لأي عمل لا تُقاس بمقدار الجهد المبذول فيه، بل بمقدار الحب والمعنى الذي نضعه فيه”. وقدمت مثال الزوجة التي تقوم بدورها عن حب لا عن واجب، قائلة: “إنها تحوّل العطاء إلى متعة، والجهد إلى رسالة”، مؤكدة أن “المتعة في العمل ليست ترفاً… بل هي جوهر الحياة المبهجة”.
[١٦/١٠, ٨:١١ م] الكوتش والمدربة. قصباوي خديجة:
وصفت المقولة بأنها “عميقة ومعبِّرة جدًا”، وقارنت بين العمل كمتعة المبني على الشغف الذي يجعل الحياة “مبهجة”، وبين العمل كواجب “مجرد التزام خالٍ من المتعة أو المعنى الشخصي”، الذي يستنزف الطاقة ويجعل الإنسان يشعر بـ “العبودية والروتين القاتل”. ولخصت هدف المقولة في الدعوة إلى “البحث عن العمل الذي نحبه. أو محاولة حب العمل الذي نقوم به من خلال إيجاد جوانب ممتعة وهادفة فيه”.


لا تعليق