إنجاز الفريق وإنجاز الفرد: معادلة القوة والأثر المستدام

تُعد ثقافة التعاون والعمل الجماعي حجر الزاوية في تحقيق الإنجازات الكبرى والمستدامة. وفي نقاشٍ ثري ومُلهِم دار في قاعة أكاديمية الدكتور عبدالقادر العداقي الدولية (AIA)، تناول نخبة من المدربين والكوتشز سؤالاً جوهرياً: أيهما أقوى إنجاز الفرد أم إنجاز الفريق؟ اتفق الجميع على أن القوة الحقيقية تكمن في التكامل والتآزر، مستندين إلى حكمة عميقة: “إذا أردت أن تذهب بسرعة فاذهب وحدك وإذا أردت أن تذهب بعيداً فاذهب معاً.”

قوة الإنجاز: السرعة مقابل المسافة

في جوهر هذا النقاش، كانت المقارنة بين خصائص الإنجاز الفردي والجماعي:
* إنجاز الفرد (السرعة): يمثل الشرارة الأولى والاختراق الأولي (الأستاذة رشا فوزي المغلاوي)، حيث تكون القرارات فورية والتطبيق بلا عوائق (الدكتورة جواهر هبهم). الفرد ينجح بسرعة في مهمة بسيطة، ولكنه محدود بمهاراته وقدراته ووقته .
* إنجاز الفريق (المسافة): يمثل التأثير المستدام والمشاريع طويلة الأمد . قوته الفريدة تكمن في تنوع المهارات وتكامل الأفكار ، مما يجعله راسخاً ومؤثراً. الفريق يوزع الجهد، يقلل الإرهاق، ويحقق إنجازاً أكبر وأكثر استدامة (مشارك 212 771-807625، الكوتش والمدربة خديجة قصباوي).
الإجماع كان على أن إنجاز الفريق أقوى، لأنه ينبع من تفاعل الطاقات المختلفة، ويحقق قيمة مضافة تفوق مجموع إنجازات أفراده (الدكتورة جواهر هبهم). القوة الحقيقية تكمن في المعادلة التي توفّق بين شجاعة الفرد وقدرة الفريق على التحمل (الأستاذة رشا فوزي المغلاوي).

قصص من أرض الواقع: التعاون يصنع الأثر

قدم المشاركون أمثلة عملية تجسد قوة التعاون:
* مشروع نبض المدينة (الدكتورة جواهر هبهم): في إنتاج فيلم قصير، تحولت اللقطات المصورة إلى قصة مؤثرة وتحفة فنية بفضل التعاون بين المصور والمونتير، حيث أضاف المونتير  بعداً جديداً وتنظيماً للقطات لم يكن في حسبان المصور، مما أثبت أن الأخطاء تُتدارك بشكل أسرع عندما تكون العقول مجتمعة.
* مشروع دراسي: في إعداد مشروع دراسي، أدى توزيع الأدوار (بحث، كتابة، تصميم، عرض نهائي) إلى مشروع متكامل ومتميز لم يكن ليتحقق بالجودة نفسها لو أُنجز فردياً.
* حملة جمع الملابس (نجاة بنعلي، المغرب): تحولت فكرة صغيرة إلى أثر عظيم يغير الواقع بفضل تضافر جهود الفريق في جمع التبرعات، فرز الملابس، وتنظيم وسائل النقل، لتوصيل الدفء لأهالي القرى الجبلية.
* تنظيم مناسبة عائلية (الماستر لايف كوتش فاطمة القماح): أدى تقسيم المهام بين أفراد الأسرة في تحضير رحلة أو مناسبة إلى تحضيرات أسرع وأكثر متعة، وتجنب تفاصيل مهملة كانت تحدث عند العمل الفردي، مما خلق أثراً مستمراً في حياتهم اليومية.

رؤى ومفاهيم: رسالة الأثر الممتد

أكد الدكتور عبدالقادر العداقي على أن الحياة الحقيقية تستحق حين تعاش من أجل الآخرين، وتترك أثراً، مشبّهاً مفهوم العمل والرزق بـ “تلاقي الأيادي على المائدة، تحضر البركة”. كما أشار إلى أن دعم الأعضاء لبعضهم في المجموعة يجسد روح الفريق بداخلك وحب الخير وتقدير الآخر.
أما الكوتش والمدربة خديجة قصباوي، فخلصت إلى معادلة: فكرة فردية + تنفيذ جماعي = إنجاز قوي. الدكتورة صباح المنصوري (الماستر لايف كوتش) شبهت العمل الجماعي بـ “السفينة” التي لا تصل لبر الأمان إلا بوجهة واحدة وفريق يعمل بجميع الاختصاصات، مستشهدة بالحكمة: “لا أحد يستطيع أن يصنع سيمفونية بمفرده، إنها تتطلب أوركسترا”.
وأخيرًا، أكد ضياء بو علي أن التعاون هو دمج للقوة الفردية في قوة أعمق تسمح بالاستمرار وتجاوز العقبات.

نعم.لشعار.العداقي.المتميز.cc
إنهض.بذاتك.انت.لم.تولد.لتكون.لاشيء.cc
دمتم.جميعا.بخير.cc
✍بقلم/د.منورعبدالرقيب الصنومي — اليمن
حرر بتاريخ ٤ ربيع ثاني ١٤٤٧ هجرية الموافق ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٥م

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *