**التحفيز والتركيز: بوصلة النجاح في زمن المشتتات**
**بقلم: د. منور عبدالرقيب الصنومي**
**حرر بتاريخ: 1 ربيع الأول 1447هـ، الموافق 24 أغسطس 2025م**
في خضم عالم يموج بالمعلومات والمشتتات الرقمية، يصبح التحفيز وقودًا سريع الاشتعال، لكن التركيز هو المحرك الذي يضمن وصولنا إلى وجهتنا. هذا ما تجلى بوضوح في الحوار الأكاديمي الراقي الذي استضافته قاعة أكاديمية الدكتور عبدالقادر العداقي الدولية (AIA)، حيث التأم نخبة من الخبراء والمدربين لمناقشة موضوع “التحفيز والتركيز” بهدف إطلاق طاقة الأسبوع وتعزيز الانضباط الذاتي.
انطلق النقاش الذي أداره ** إدارة الأكاديمية** بطرح سؤال محوري: “كيف يمكن مساعدة المستفيد على اكتشاف مجال تركيزه الأساسي بدل التشتت بين أهداف كثيرة؟“، معززًا ذلك باقتباس بليغ: “التركيز هو سر التفوق، فمن يطارد كل شيء لا يدرك شيئا”.
**الدكتورة جواهر هبهم** من المغرب افتتحت الحوار مؤكدةً على أهمية المحورين في مسيرة التطوير الذاتي، وداعيةً إلى تفعيل النقاش لخلق بيئة تعليمية متكاملة. وأشارت إلى أن طرح الموضوع في بداية الأسبوع يمثل دعوة لإعادة ضبط الأذهان والتخطيط الواعي بدلاً من الاستجابة التلقائية للمشتتات.
من الجزائر، قدمت **الدكتورة ليلى نهار** رؤية فلسفية عميقة، حيث شبهت رحلة الوعي بولادة الفراشة، مؤكدة أن التطور يتطلب التخلي عن ما لم يعد يناسب نسختنا الجديدة. وأوضحت أن التحفيز الخارجي مؤقت، بينما التركيز هو القوة الحقيقية التي توجه الطاقة نحو الهدف، مشددة على أهمية الانضباط الذاتي ووضع خطط واضحة باستخدام استراتيجيات مثل أهداف SMART.
**الماستر كوتش زهراء سلوخ** من لبنان، حولت النقاش إلى تطبيق عملي، حيث شاركت هدفها الأسبوعي المتمثل في تدريب معلمات اللغة العربية على تصميم دروس ترتكز على فكرة محورية واحدة. وقدمت خطوات عملية لمساعدة أي شخص على تحديد تركيزه، منها تحديد الأولويات، وربط الأهداف بالرسالة الكبرى، والاستعانة بمرشد أو كوتش.
بدورها، أوضحت **اللايف كوتش الأستاذة ماريا تيجه مبارك المرابطي** من المغرب، من واقع خبرتها في جلسات الكوتشينغ، أن التشتت هو تحدٍ كبير يواجه الكثيرين ويؤدي إلى الإرهاق الذهني. وأكدت أن مهمة الكوتش هي مساعدة المستفيد على اكتشاف تركيزه عبر ربط أهدافه بقيمه الشخصية، واستخدام أدوات عملية مثل أسئلة سقراط وتقنيات اليقظة الذهنية.
**الدكتورة ابتسام بويا**، كوتش ومعالجة شمولية من المغرب، وصفت التركيز بأنه تكثيف للقدرات نحو هدف ذي أولوية. وأشارت إلى أن دور الكوتش يكمن في توعية المستفيد بالمشتتات وإزالتها، مع استخدام “وقود التحفيز” للوصول إلى الوجهة المنشودة، مما يولد متعة الإنجاز.
**الكوتش والمدربة قصباوي خديجة** شاركت تجربتها الشخصية الملهمة، معلنةً عن هدفها النبيل في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكدةً أن “الإعاقة في العقل وليس في الجسد”. وفي مداخلة لاحقة، لخصت العلاقة بين المفهومين بقولها إن التحفيز هو الدافع، والتركيز هو القدرة على توجيه هذا الدافع، مستشهدة بكتاب “العادات الذرية” لجيمس كلير.
**الدكتور إبراهيم لوكنا** من المملكة المغربية، عرض تجربته الممتدة لعشر سنوات في تنمية المهارات القيادية والإبداعية لدى التلاميذ من خلال الأنشطة الموازية، والتي أثمرت عن تعديل سلوكياتهم نحو الأفضل وتحقيق جوائز متعددة.
أما **الدكتورة أسماء الداوي** من المغرب، فقد شاركت تجربتها المتعددة في التدريب والكوتشينغ، مسلطة الضوء على هدفها الحالي في تسيير جمعية لمرضى الصرع. وأوضحت التحديات التي تواجهها في توعية المجتمع بأن الصرع مرض يتطلب علاجًا طبيًا وليس شعوذة، وعرضت استعدادها لتقديم دورة توعوية حول المرض.
**الماستر لايف كوتش فاطمة القماح** من المغرب، لخصت ببراعة جوهر النقاش قائلة: “التحفيز يوقظ الشغف، والتركيز يحوّله إلى إنجازات ملموسة”. وقدمت مثالًا عمليًا تطبيقيًا لهدف أسري ذكي (SMART) لتعزيز التواصل مع الأبناء، مبرهنة كيف يتحول التحفيز من شعور عابر إلى ممارسة يومية ذات نتائج واقعية.
لقد كان هذا الحوار بمثابة جلسة عصف ذهني متكاملة، أظهرت أن النجاح لا يكمن في تعدد المهام، بل في قوة التوجيه والوضوح الذهني. فالتحفيز بلا تركيز يبقى مجرد أمنيات، والتركيز بلا تحفيز يفقد شغفه، ولكن حين يجتمعان، يولد التفوق الحقيقي.
**كشف حضور المشاركين في الحوار الأكاديمي**
* د.منورالصنومي(اليمن)
* الدكتورة جواهر هبهم (المغرب)
* الدكتورة ليلى نهار (الجزائر)
* الماستر كوتش زهراء سلوخ (لبنان)
* اللايف كوتش الأستاذة ماريا تيجه مبارك المرابطي (المغرب)
* الدكتورة نعيمة قدوري
* الدكتورة ابتسام بويا (المغرب)
* الكوتش والمدربة قصباوي خديجة
* الدكتور إبراهيم لوكنا (المملكة المغربية)
* الدكتورة أسماء الداوي (المغرب)
* الماستر لايف كوتش فاطمة القماح (المغرب)
دمتم جميعا بخير
لا تعليق