💔 الأزمة الصامتة التي تهزّ البيوت: حين يتجمد الإحساس وتخفت لغة الحميمية
في جلسة تدريبية استثنائية ضمن برنامج دبلوم المستشار الأسري والزواجي (DFMC) بأكاديمية الدكتور عبد القادر العداقي الدولية (AIA)، افتتحت الماستر لايف كوتش فاطمة القماح نقاشًا صريحًا وجريئًا حول موضوع: “العلاقة العاطفية الحميمية بين الزوجين.. أزمة صامتة تهزّ البيوت”. وقد أكدت الكوتش فاطمة في طرحها أن هذه العلاقة ليست مجرد تفصيل، بل “مقياس لمدى حياة العلاقة أو احتضارها”.
وقد أجمع المشاركون على أن الأزمة الحقيقية ليست في ارتفاع نسب الطلاق، بل في وجود “بيوت ما زالت قائمة لكنها فقدت نبضها”، حيث يتحول الزواج من دفء إلى جفاف عاطفي عميق نتيجة تجمد المشاعر وانطفاء التواصل الإنساني قبل الجسدي.
🔍 جذور الأزمة ومظاهرها (كما طرحتها الكوتش فاطمة القماح)
* تراجع الممارسة: الأزواج يمارسون العلاقة أقل من أي وقت مضى، مما يحول الزواج من دفء إلى عطش طويل.
* الزواج بلا علاقة: واحد من كل سبعة رجال متزوجين لم يقترب من زوجته لعام كامل، وهي “عزلة داخل عقد الزواج”.
* سرقة التكنولوجيا للحظات: العالم الرقمي منح التواصل مع البعيد، “وسرق التواصل مع الأقرب”.
* المنصات المدفوعة كبديل: الرجل المحروم من الاحتواء يبحث عنه بأي ثمن، حتى لو كان “وهمًا رقميًا”.
* غرفة النوم هي قلب الزواج: الزواج ليس لتقاسم الفواتير، بل لإيجاد سكينة ودفء وانتماء.
🎙️ آراء الخبراء والمشاركين في النقاش
لقد أثرى النقاش عدد كبير من أعضاء الأكاديمية بمدخلات عميقة أجابت على السؤال المركزي: هل يمكن للزوجين أن يُعيدَا الدفء إلى العلاقة بعد أن تجمّد الإحساس؟ وهل يكفي الحب وحده لإحياء الجسد والمشاعر معًا؟
| المشارك | أبرز ما جاء في المداخلة |
|—|—|
| د. جواهر هبهم (المغرب) | وصفت الطرح بأنه “عميق، وصريح، وجريء” ووضعت الإصبع على “الجرح الصامت”. أكدت أن الحب وحده لا يكفي، بل يجب تبني “الهجرة العاطفية العكسية” والتركيز على “طقوس إعادة التواصل” مثل قاعدة الـ 10 دقائق الرقمية قبل النوم. |
| د. إلهام المنصوري (المغرب) | أكدت على أهمية التواصل الجنسي المفتوح للوصول إلى الرضا الجنسي، مشيرة إلى أن العلاقة الحميمية تقارب عاطفي وجسدي وأن أعمق حميمية هي الروحية. كما شددت على ضرورة أن يكسر المستشار خجله وأفكاره المسبقة. |
| د. منور الصنومي (اليمن) | أكد أن العلاقة الحميمية “ليست مجرّد فعل بل لغة تواصل نفسية وعاطفية وروحية”. وأن الحل لا يبدأ من السرير بل من القلوب. وخلص إلى أن “الحب وحده لا يكفي”، لكنه يبقى الوقود الذي يُعاد إشعاله بالتفاهم والنّية الطيبة، و**”حين يدفأ القلب يدفأ الجسد تلقائيا”**. |
| الكوتش البطيمي فدوى (المغرب) | ربطت غياب العلاقة الحميمية بالطلاق العاطفي القاتل، وأكدت إمكانية إعادة الدفء عبر “جلسة مطولة وإيجاد لغة مشتركة تعتمد على التواصل الفعّال”، وتخصيص وقت خاص بعيدًا عن الروتين. |
| د. رشيد مورجاني (المغرب) | قدم حلًا شاملاً يجمع بين الأسباب النفسية والجسدية والروحية. وشدد على أن غض البصر هو مفتاح الطهارة القلبية ودرع واقٍ يحمي البيوت من التشتت والمقارنات الرقمية الزائفة. |
| مداخلة من شريك حياة (لبنان) | أكدت من منظور تجربة إنسانية أن العلاقة تستمر دافئة بالنية المشتركة للحفاظ عليها، وأن الحب لا يكفي إذا ظل شعورًا سطحيًا، بل يجب أن يكون مقرونًا بأفعال يومية تترجم في اهتمام، صبر، واحتواء. |
| الكوتش محمد فيصل فتيتي (الجزائر) | شبه الحب “بالبذرة” التي تحتاج إلى ماء وتربة خصبة وشمس لكي تنمو وتثمر، مؤكداً أن إحياء العلاقة يحتاج إلى جهد واعٍ ومستمر يبدأ بخطوة صغيرة في اليوم. |
| المدربة رشا فوزي المغلاوي (مصر) | قدمت تحليلًا من “منظور علم النفس الأكاديمي”، مشيرة إلى أن التباعد الحميمي غالبًا ما يكون عرضًا لا سببًا لتراكم مشاعر الإهمال. وأكدت أن الحب وحده لا يكفي، بل يحتاج إلى “ممارسة واعية تُترجم في اهتمام واحتواء”. |
| الكوتش خديجة قصباوي (المغرب) | شددت على أن البرود هو “فجوة عاطفية” ناتجة عن عوامل مثل روتين الحياة وسوء التواصل. وقدمت حلولًا عملية تبدأ من الاعتراف بالمشكلة، وإعادة اكتشاف فن الحوار، وبناء “الوداعات الصغيرة”. |
| مداخلة من شريك حياة (لبنان) | فرّق بين العلاقة الحميمة (التي تشمل العاطفي والجسدي) والعلاقة الحميمية العاطفية (التي تركز على التقارب النفسي)، مؤكدًا ضرورة تعزيز كلا النوعين للحفاظ على استقرار الأسرة. |
| المدرب حاتم نور (تونس) | أشار إلى الاختلاف في نظرة الرجل والمرأة للعلاقة (المرأة ترى الجنس عاطفة والرجل يرى العاطفة جنساً)، مؤكداً أن الوعي والدراية في هذا المجال ضروريان لتصحيح المفاهيم المشوهة. |
| د. صباح المنصوري (تونس) | أكدت أن العلاقة الحميمية “تناغم وانسجام بين روحين” وأن خطر إفساد هذا الرابط يكمن في البعد عن الدين المعرفي وسوء السلوكيات، مشددة على أهمية الطمأنينة والسكينة. |
| اللايف كوتش مريم الياسيني (المغرب) | أضافت تأثير التحولات الاجتماعية والاقتصادية وخروج المرأة للعمل، مما يزيد الضغط عليها وينعكس على نفسيتها واستعدادها للعلاقة، مشيرة أيضًا إلى ارتفاع نسبة العجز الجنسي لدى الرجال لأسباب نفسية. |
| د. أسماء الدواي (المغرب) | أشارت إلى أن المواقع الإلكترونية توفر “إشباعًا عاطفيًا غير شرعي”، وأن الأزواج أصبحوا يبحثون عن تلبية الاحتياجات المادية أو الخدمية فقط، دون اهتمام بالبرودة العاطفية. |
| د. خديجة أعراب (الجزائر) | أكدت أن العلاقة الحميمية “نتاج لمراحل في العلاقة من توافق فكري وعاطفي وأسلوب معيشي متوازن”، وأن فهم كل شريك للآخر هو مفتاح استرجاع العلاقة. |
💖 خلاصة الحل: الدفء يبدأ من الوعي والنّية
توصل النقاش إلى نتيجة مفادها: نعم، يمكن إعادة الدفء إلى العلاقة، لكن الحب وحده لا يكفي. فالحب هو النية والوقود، لكنه يحتاج إلى “عملية بناء يومية” تتجسد في:
* التواصل العميق: تخصيص وقت خالٍ من الشاشات، وإعادة اكتشاف فن الحوار والاستماع الحقيقي.
* التقدير والاهتمام غير المشروط: اللمسة، النظرة، والكلمة الطيبة هي غذاء القلب قبل الجسد.
* بناء مناطق الفصل المقدسة: جعل غرفة النوم مساحة آمنة للسكينة والحميمية، بعيدًا عن ضغوط العمل والمشاكل المالية.
* الرعاية الروحية والنفسية: العمل على تزكية النفس، وغض البصر (د. مورجاني)، والبحث عن المودة والسكينة التي أرادها الله في الزواج.
هذه دعوة لكل زوجين ليروا من يحبون “بعيون جديدة”، ويتذكروا أن اللمسة كلمة، والنظرة وعد، والاهتمام حياة.
نعم.لشعار.العداقي.المتميز.cc
إنهض.بذاتك.انت.لم.تولد.لتكون.لاشيء.cc
دمتم.جميعا.بخير.cc
✍بقلم/✍️[{د. مـُـنـَوَّر اَلـصَّـنـُـومِـيّ }] — اليمن
حرر بتاريخ ٧/جماد اول/١٤٤٧هجرية الموافق ٢٩ /اكتوبر / ٢٠٢٥م
لا تعليق